الجمعة، 9 أبريل 2010

محظورات



أعتذر عن التأخير .. وذلك لظروف مرض والدي .. وأعود وأستأنف وأكتب عن أخطر المراحل وأهمها في حياة الإنسان .. (بداية الحياة الزوجية) ..
الكل يعرف أن الأزواج لابد أن يتوافر بينهم معنى جميل وراقي إسمه (التفاهم والتلاقي) .. وغير مطالبة على الإطلاق أن يكون بينهم ما يسمى بالتطابق ..
وكيف يحدث هذا التطابق وهم :-
- ذكر وأنثى
- بيئات مختلفة
- طباع مختلفة
- نفسيات مختلفة
- مشاعر وأحاسيس مختلفة
فمن أين يأتي التطابق ؟؟
هذا شيء مستحيل ..
لذلك . . لابد أن يعلم الأزواج جميعهم أنه من الظلم والإجحاف أن أطالب الطرف الآخر أن يكون مثلي .. وخاصة إن كان هذا المطلب الغريب في السنوات الأولى من الحياة الزوجية..
والآن سأسرد بعض الأمثلة يتجسد فيها ميول كل طرف إلى أن يجعل الطرف الآخر نسخة كربونية منه :-

1- في العلاقة الخاصة : الزوج يغضب من زوجته غضباً شديدا عندما يجد أنه عنده رغبة قوية ويجد زوجته أقل رغبة أو يشعر أنها ليست على نفس مستواه الشعوري ..
لابد أن يعلم كل زوج أن الرجل يختلف عن المرأة في هذا الشأن من جوانب عدة :
(الرغبة - الكيفية - التوقيت .. الخ)
لأن ظروف كل منهما تختلف عن الآخر:
(فسيولوجيا - اجتماعيا - عاطفيا ..الخ)
هنا لابد أن نقول .. لابد أن نصل للتفاهم والتوافق .. أما التطابق فلا..
2- الزوجة تحب أهلها وتحب أن تساعدهم وتدخل السرور على قلبهم دائماً وأبداً .. هذا شيء طبيعي وجميل .. ولكن من غير الطبيعي وليس جميلا أن تطالب الزوجة زوجها أن يفعل مثلها .. بل وتقصر في حق زوجها وبيتها ويصبح هو رقم 2 في حياتها وكل هذا من أجل أن تعبر عن حبها الطاغي لأهلها .. فما ذنب هذا المسكين ..؟؟؟
والكلام موجه أيضا لكل زوج لا يتمتع بالتوازن في علاقته بأهله ويطالب زوجته بأن تكون مثله .. كيف ..؟؟؟
3- الكثير من الزوجات والأزواج يشتكون من ذوق الآخر في الملبس والطعام والشراب وحتى اختيار البرامج التلفزيونية .. الى غير ذلك
وأقول لهم : لماذا نعيب على الطرف الآخر اختياره .. أليس من الممكن أن يكون العيب فينا ..!!!
4- بعض الأزواج قدموا من بيئات لها طريقة خاصة في التعامل مع الجيران .. بمعنى أن علاقة الجيران تتمتع بتدخل غير متوازن في شئون بعضهم البعض .. ويعتبروا أن هذا هو عين الصواب ومن يفعل غير ذلك فهو لايحب الناس ولا يحب جيرانه .. وأيضاً غير اجتماعي ..
وهذا فكر خاطيء ..
لابد أن ينسج حياة جديدة بعلاقات متوازنة تتلائم مع الطباع والمكان والزمان وما جد من قيم وما غاب عن مجتمعنا من قيم .. كل هذا لابد أن يوضع في عين الغعتبار
فالطرف الآخر غير مطالب بأن يصبح نسخة كربونية مما تربى عليه (الزوج والزوجة) وتعود عليه .
والأمثلة كثيرة ومتنوعة ..
إذن المحظور الأول هو :
لا تطالب بالتطابق او النسخة الكربونية أما المحظور الثاني :
لا للنكد