الأحد، 13 ديسمبر 2009

رفقاً بقلبين ائتلفا !!




حديث هذا الأسبوع موجه لأهل الزوج (العاقد) فكثير من الجراح تصاب بها القلوب دون أن يشعر المتسبب أن ما حدث من آلام وما تحطم من آمال كان بسببه ...
فلنضع أيدينا على بعض مسببات هذه المشاكل لتلافيها والوقاية منها :

* أناشد أهل الزوج (العاقد) أن ينظروا الى الزوجة (المعقود عليها) نظرة حب ويعاملوها معاملة الأهل لابنتهم ، يتمنوا لها ما يتمنوه لبناتهم ويحاولوا إسعادها كما يسعوا لإسعاد بناتهم ولا ينسوا (كما تدين تدان) وكذلك (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) .

* أهمس في أذن أهل الزوج سواء (والده ، والدته ، أخوته ، أخواته ) كلهم أو أحدهم : اتركوه يأخذ قراراته هو وزوجته (العاقد والمعقود عليها) بحرية تامة وليس عليكم الا النصح والتوجيه في الله وليس في غيره سبحانه وتعالى ..

* من الرائع أن يتعلق بكم ويحب دائماً أن يستأنس برأيكم ولكن من السيئ أن تلغوا عقله وشخصيته ويصبح مسخاً ما هو الا هيكل رجل يتحرك بأوامر غيره .

* إذا أخذ قراراً صغيراً كان أم كبيراً (شراء - خروج - تجهيزات للزفاف ....الخ ) وأبلغ به زوجته أو أهلها فليس من اللائق أن تأمروه أو تقنعوه بإلغاء هذا القرار في التو واللحظة فهذا سيجعله ضئيلاً جداً أمام زوجته وأهلها .

* لابد أن يتخلى أهل الزوج عن نقل وجهات نظرهم الشخصية (السلبية) الى ابنهم ..وجهات نظرهم المتعلقة بالزوجة (المعقود عليها) وأهلها والخاصة ببعض التصرفات أو الأقوال التي تصدر عن الزوجة او اهلها فهذا يؤدي الى هبوط مستوى الحب بين الزوج وزوجته وكذلك بينه وبين أهلها او الحذر الزائد والمبالغ فيه من الزوج عند زيارته لزوجته وبالتالي من الممكن أن تحدث مشاكل بسبب هذا الحذر الذي جد على العلاقة وأتذكر في هذا الشأن:
أنه في يوم كانت أم الزوج والزوج (العاقد) في زيارة للزوجة (المعقود عليها) وأثناء الزيارة قام الزوج بخلع جاكيت البدلة وتركه على الكرسي وذهب ليتوضأ فقامت أم الزوجة بأخذ الجاكيت وفرده بطريقة أكثر نظاماً في مكان آخر آمن ، وانتهت الزيارة وبعد ذلك تكررت زيارات الزوج بطريقة طبيعية ولكن الغير طبيعي أنه كان يرفض رفضاً باتا خلع جاكيت البدلة والبيت كله لا يعرف ما السبب لدرجة أن الأخ الأصغر للزوجة قال(تقريبا هو خايف بعدين نسرقه!) وبعد حوالي عام تم الزفاف وإذا بالزوجة تسأله في يوم ما عن سر رفضه خلع الجاكيت فيكون رده "انه منذ عام عندما زارهم مع والدته وبعد انتهاء الزيارة قالت له والدته : خلي بالك لما تقلع الجاكيت علقه بطريقة كويسة علشان حماتك باين عليها بتضايق من طريقة وضعك للجاكيت"
وانتهى الموقف ولكن آثاره لم تنتهي ووضعت علامة غير مستحبة في قلب كان خالي تماما من أي تفاهات من هذا القبيل ..
ومواقف كثيرة ..كثيرة من الممكن أن تتسبب في شرخ في العلاقة يتسبب فيها أحد أفراد أهل الزوج عن قصد أو عن غير قصد ولكن النتيجة في الحالتين لا تحمد عقباها.

* من الممكن أن يتسبب أهل الزوج (العاقد) في إشعال الغيرة في قلب الزوجة (المعقود عليها) وتكون النتيجة إما سوء العلاقة بين الزوجين أو الطلاق والعياذ بالله ومن أمثلة ذلك:
- الحديث الدائم أمام الزوجة عن صويحبات أو قريبات أو جارات كانت لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالزوج ، أو ذكر أشكالهم أو حجمهم أو اتقانهم لأكلات أو....أو....الخ وكل يؤجر بنيته .
- وضع الزوج في موقف يحتم عليه التعامل المباشر مع احداهن وذلك بأمر من أهله أو أحدهم كأن يصطحب احداهن الى الطبيب أو يقوم بتوصيلها إلى مكان ما أو يضطر للحديث معها بدون داعي ...الى آخر هذه المواقف .
- اجبار الزوج (العاقد) على زيارة أولاد أخيه وزوجة أخيه زيارات دورية ومتكررة بمفرده في حالة عدم وجود الأخ لسبب وفاة أو عمل أو سفر .
- إصرار أهل الزوج على الاختلاط بين ابنهم (الزوج العاقد) وقريباته بحجة ان لا يقول عليه أحد أنه تغير بمجرد الزواج وهنا نجد أن أهل الزوج يهمهم ما يقوله الناس ولا يهمهم شرع الله .

* أخلاقياً لا يصح أن يتحدث أهل الزوج بتهكم أمام الزوج عن جسم زوجته (نحيفة او سمينة) وعن شكلها وعن أسلوبها في الحديث أو يتهكموا على أهلها أوأسلوبهم في الحياة أيا كان مدى الاختلاف بين العائلتين ..
وكذلك لا ينبغي لهم أن يلفتوا نظره لأشياء من الممكن أن يكون هو راضي عنها ولكن بسبب كثرة حديثهم وفرض وجهات نظرهم يحولوا رضاه الى سخط ..ومن هنا تبدأ المشاكل .... مثال :
كأن يقولوا له : - لابد أن ينقص وزنها .....او يزيد
- انصحها بأن تغير طريقة تسريحتها .
- طريقة صناعتها للطعام غير متقنة الفت نظرها لأن تغير من طريقتها ..... الى آخر هذه التوجيهات .

* مهما كانت درجة تعلق الأم بابنها أو الأخت بأخيها (الزوج العاقد) فيجب ألا يطغى هذا التعلق على علاقتهم بالزوجة (المعقود عليها) فيحاولوا أن يلغوا وجودها أو يتعمدوا التقليل من شأنها فلابد أن يعلموا أن ابنهم أصبح زوجاً وتغير وضعه عن ذي قبل ، وزوجته لها حق عليه ومن هنا يجب أن يرفعوا شعار (مشاركة لا مغالبة) فإن كانت أخته او والدته او والده او أخيه يعرفون عنه كل صغيرة وكبيرة قبل الزواج فبعد الزواج يجب ان يعترفوا بأنه أصبحت له خصوصية يحترموها ولا يحاولوا الخوض فيها والإطلاع عليها لأن هذا ليس من حقهم ..
فأي موضوع أو حدث أو حتى مجرد حديث يدور بينه وبين زوجته لا يصح ان يتعرف عليه أحد دون إذنها ... انها مسألة شرعية ...

هدانا الله الى سواء السبيل
وللحديث بقية

هناك 12 تعليقًا:

صانعة الحرية يقول...

رااااااااائع
اول ما جذبنى يا امى هو العنوان
فسبحان من ألف بين القلوب وجعل بينهم مودة ورحمه
------
اما عن نظره اهل الزوج للزوجه اظن ان بالدعااااء يتغير كل شىء والله يا امى كلى يقين لو ان الزوجه حقا تحبهم وتدعوا الله بصدق ان يؤلف القلوب لاحبوها
سبحان الله دا لو كان بينها وبينهم عداوه فهى قادره ان تجعلها محبه بتعاملتها معهم وودها لهم
فسبحان ربنا اذ يقول
ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوه كانه ولى حميم
فما ادراك بمن يجمع الحب بينهم؟
وصدق رسولنا اذ يقول
تهادوا تحابوا
وصدق ربنا ايضا اذ يقول
ادعونى استجب لكم
بالدعاااااااء واليقين فى الله والتوكل عليه والله ستصبح الحياه جنه
نقطه اخرى يا امى
حتى لو ان اهل الزوج اساءوا للزوجه فى البدايه او عاملوها معامله لا ترضاها فمن الاحرى والافضل الا تخبر زوجها بذلك حتى لا يقع فى نفسه منهم شيئا..فكما قلنا بمعاملتها وردود افعالها والدعاء والتوكل على الله سيتغير الامر تماما
فسبحان من بيده القلوب
وللزوج ايضا دور فى ذلك فلا يوصل اليهم اى تصرف سىء صدر من زوجته او اى تعليق لهاعليهم و
ما الى ذلك كما تفضلتى وفصلتى
--------
نقطه القرارت فان كان الزوج قد اعتاد ان يأخذ راي اهله فى امور حياته قبل زواجه
فلا اظن ان هناك اى مانع من ان يفعل ذلك بعد الزواج وان كان بشكل مبسط كى لا يشعرون بان ثمه شىء جديد حدث او بان الابن الصغير الذى ربيناه قد استغنى بزوجه عنا
وان كانت الزوجه صالحه والله ستدرك ذلك جيدا بل وستكون عون له
لكن تخيلى ان ابنى بياخد راى فى كل شىء وفجاه
ابتعد
لم يعد ياخذ براى او يتناقش معى فى اموره الحياتيه
اخشى ان يؤدى ذلك الى كره اهل الزوج وخاصه الام للزوجه فهى من سلبته منهم وحالت بيه وبينهم
او ربما تتولد الغيره
فاظن ان الافضل ان يأخذ برايهم ولو فقط برا بهم ثم يفعل ما يراه مناسبا
بنيته الصالحه سيؤلف الله القلوب
فمن المستحيل ان تفعلى شيئا ابتغاء مرضات الله ويجعل الكريم سبحانه جزاءك الاساءه
-----------
نقطه الاختلاط والزيارات و زوجات الاخ وما الى ذك
اذا كان الزوج تقيا
صالحا
ورع
فوالله لن يسعى لارضاء الناس مقابل غضب الله عليه
وسيعرف جيدا كيف يخرج من هذه الامور كاسبا رضا وود الاهل ورضا الله عزوجل
-----------
يظن البعض ان الامر صعبا وان هذا الكلام هو كلام مثالى ولكن التطبيق يختلف
والله ياامى لو ادركنا ان القران والهدى النبوى انزلهم الله لنحيا بهما
وليكونا منهج حياه
لما شعرنا بذلك
(وما فرطنا فى الكتاب من شىء)
كل شىء سنجده فى القران او فى هدى النبى صلى الله عليه وسلم
تلخيصا لما مضى
قوله سبحانه وتعالى
ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوه كأنه ولى حميم
هذا اولا
ثانيا لو استشعرنا فى معاملتنا للناس اننا نعامل الله عز وجل لما حدثت اى مشاكل
ثالثا
الدعاااااااااااء يا امى
----------------

خمادة يقول...

ملاحظات جميلة ورائعة

كان نفسى اكون اول تعليق معلش ملحوقة فى التدوينات القادمة
:-))

بستان الحب يقول...

صانعة الحريه :أولا ابنتى الحبيبه :أنا لم أقل أن أهل الزوج يشعروا بكراهيه تجاه الزوجه بل تكلمت عن سلوك خاطىء لابد أن يصحح وموقف تربوى لا يمكن أن يترك دون ان نتناوله من كل الجوانب .ثانيا :الدعاء ابنتى الحبيبه لا غنى عنه فى كل الحالات فى السراء والضراء والمنشط والمكره ،هذا موضوع مفروغ منه .ثالثا :التوازن والفطنه فى التعامل (اى أعلم مفتاح كل شخصيه وكيفية التعامل معها)هذا من المقومات الاساسيه للنجاح فى الحياه .ابنتى الحبيبه :الهديه والاحسان والدعاء كلها لا خلاف عليها وأنا معك أنادى بها ولكن ألستى معى فى أننا لابد أن نصحح مانراه خطأ وسلبى فى أى طرف من الاطراف ؟أم رأيك أن نترك الناس يفعلوا ما يحلوأ لهم دون توجيه ؟رابعا ابنتى هل قرأتى أننى كتبت أنها تشتكى لزوجها؟ أنا لم أكتب هذا قط!!خامسا :أما ما يتعلق بموضوع أخذ رأيهم فلقد كتبت بالحرف الواحد (أنهم يدلوا برأيهم على سبيل النصح والارشاد فى الله لا فى غيره سبحانه وتعالى )أنا لم أقل ولاكتبت أن يبتعد .سادسا :لا تظنى أن كل الاسر تتعامل بالقرآن ولا تتوقعى أننا نحيا فى المدينه الفاضله حتى أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كانت هناك أخطاء تقع ويصححها عليه الصلاة والسلام حتى من أمهات المؤمنين والصحابه رضوان الله عليهم والسيره مليئه بأحداث لا حصر لها ولا عدد تخص هذا الشأن .جزاكم الله خيرا على تعليقك وهذا الحراك الايجابى الذى حدث فى التدوينه دمتم فى طاعه .

بستان الحب يقول...

حماده :أنت أول تعليق فى القلب ،جزاكم الله خيرا على رأيك فى التدوينه ،فى أنتظار ملاحظاتك .(أحب أن أقرأ الرأى الآخر ).رزقك الله خير الدنيا وخير الآخره ابنى الغالى .

صانعة الحرية يقول...

امى الفاضله
جزاك الله الخير كله كله كله
اتفق معك تماما فيما قلتى
تعليقى كان شرح لما فهمته مما قرات . ولما ترسخ داخلى كى تصححى لى مفهومى ان كان خطأ.,و اشياء وقرت فى قلبى وجالت بخاطرى عندما قرات تدوينتك الرائعه تلك
لم اقصد تعديلا عليك ابدا والله فأنى لى ان اتحدث بعد حديثك هذا يا ماه ومن انا كى اعدل عليك
كلامك رائع تبارك الله والله استغنيت بمدونتك هذه عن اشياء كثيره
فكما قلت لك يا اماه مازلت احبوا فى هذاالامر وحقا اتمنى ان اتواصل معك كى تمدينى بنصائحك الغاليه.
------------
وللمره الثانيه اتمنى ان تقلبنى ابنه وتليمذه لك تعلمينى مما من الله به عليك و
تورثينى علمك
ابنتك
صانعة الحرية

بستان الحب يقول...

ابنتى الحبيبه صانعة الحريه :كم يسعدنى أن ينقضنى أبنائى ويزيدنى سعاده أن يكون هذا النقض فى الله ،حبيبتى أنا أوجه كلامى لاهل الزوج لا الى الزوج ولا الى الزوجه لعل كلامى يصحح مفاهيم أو يغير قناعات أو موروثات سلبيه ،وهذا حقهم على ،ما أردت أن أقصر فيه وأسأل الله القبول .أما حديثك ابنتى الحبيبه فهو موجه للزوجه وللزوج ،وكما اتفقنا لكل حديثه ومفتاحه .لا حرمنى الله من زيارتك وحديثك الربانى الممتع .

mohamed ghalia يقول...

اَتى الى هنا حقا لأتعلم
اخبارك ايه يا أمى؟

بستان الحب يقول...

دكتور محمد :كم تسعدنى زيارتك ابنى محمد غاليه ،باءذن الله سيكون النجاح والتفوق حليفك هذا العام أعتقد ان هذه هى السنه النهائيه ؟؟نفع الله بك الاسلام والمسلمين ورزقك خير الدنيا وخير الآخره .

إشراقة أون لاين يقول...

بوست رائع أمى
بصراحة لا أجد تعليق على ما طويته يمناك
جزيتى الخير كله

بستان الحب يقول...

اشراقه أون لاين :جزاكم الله خيرا وكل عام وأنت الى الله أقرب ،رزقك الله خير الدنيا وخير الآخره .

فى قلبى نور يقول...

والدة الزوجة موقفها لا تعليق عليه فهو عفوى وطبيعى ولكن بعضنا يحب تحليل الأمور تحليلا خاطئا بالظن السئ ووكثرة التفكير فيما يفعله الآخرون
كفانا ظنا سيئا وياليتنا إن أردنا التحقق من شئ نتحدث إلى صاحبه بدلا من أن نرسل رسائل عن طريق أحد آخر فيظن هو الآخر نفس الظن السئ
والموجع إن ظن بك الأقربون ظنا سيئا
دون أن يتحقق من مقصدك
أعتذر إن كنت خرجت عن الموضوع ولكنى سئمت تحليل البعض لكلامنا ولأفعالنا وتكون الصدمة إن كان الشخص ممن يقرأ أفكارك ويعيش بدا خلك

* اللهم صل على سيدنا محمد *

بستان الحب يقول...

فى قلبى نور ابنتى الحبيبه أنت لم تخرجى عن الموضوع بل تكلمتى فى صميمه ،أحيانا يكون مقصد من يدعى فهم الآخر مقصد غير نقى والله أعلم بالنوايا ،جزاكم الله خيرا ابنتى الحبيبه.